لماذا يا بي كي...!؟
عندما رأيتَ هذا العنوان، ما الذي كنتَ تتوقّعه؟ وعن ماذا كنت تبحث؟ انتقادٌ جارحٌ لإدارة مؤسسة الملا باسم الكربلائي؟ هجومٌ صريحٌ على قراراتها؟ تسفيهٌ وقدفٌ وتلاعب بالألفاظ التي تتراقص عليها النفس الأمارة بالسوء؟ طعنٌ في نوايا أعضاء المؤسسة وتنابزٌ بالألقاب لنيل رضا الأعداء وعلى رأسهم إبليس لعنه الله؟ اتّهامٌ دون دليل بالسعي وراء المال والشهرة يفرح قلب أعداء المذهب؟ تسقيطٌ في شخص الملا؟
إن كنتَ تبحث عن كل هذا "فيُسعدني" أن أقول لك بأنك لن تجده هنا، ولكني أنصحك في قراءة هذه المقالة المتواضعة على كل حال لأنني أعتقد بأنك تحتاجها.
قال الله تعالى: "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ" (سورة الحج:24)، وأقول بعدَ قول الباري جل وعلى: لماذا أصبح مجتمعنا المُسمّى "بالحسيني" مشابهًا لما يحدث بالأوساط الفنية اللادينية التي يكثر فيها المشاحنات التافهة والساذجة البعيدة عن المنطق، وأصبحت ردود أفعالنا مبنية على "المزاج" والذوق الشخصي! ونكتب كل ما نشعر به دون دراسة في أين ومتى وكيف نكتب وننشر، دون التفكير بالعواقب أو بصحة ما نقدم عليه، فهل نسينا هويتنا الحسينية وتعاليم أهل البيت عليهم السلام؟ أم أننا نريد فقط تبادل الحديث "الممتع" عن الآخرين؟ والتلذذ بالغيبة والتشهير السلبي بالبعض؟ أو أننا نحتاج للقليل من "الأكشن" في حياتنا الفنية الحسينية؟
ولمن لا يعلم عن ماذا أتحدث فمقصودي هي بالكتابات التي قرأتها على الهاشتاق (#بي_كي_تسيء_للخدمة_الحسينية) - ويمكنكم مراجعتها في برنامج التويتر وغيره - اعتراضًا على ما قامت به مؤسسة الملا باسم الكربلائي من احتكارٍ لحقوق الملا مما أنتج عن حذف كل قصائد الملا المرفوعة على القنوات الأخرى غير البي كي، وكل محاضرة أو برنامج أو حلقة أو أي عمل يحتوي على صوته، وللعلم قد أكون شخصيا غير موافق على هذا القرار على الرغم من علمي بأنه قد يكون مهمًّا وخصوصًا لاختراق الإعلام الفني العالمي ليُعترف بالفن الشيعي الحسيني، ولكني أرى أن هذه التضحية كبيرة والمخاطرة تحتاج إلى دراسة أدق من الموجودة، ولكني معارضٌ وبشدة لكيفية "المعارضة" التي رأيتها من "بعض" الجمهور الحسيني.
نعم، قد نكون كلنا مستاءون لما حصل من حذفٍ للأعمال الحسينية، ولكن التعبير عن استيائنا بهذه الطريقة أمرٌ خاطئ كليًّا، فبدل التسقيط العلني للمؤسسة باختيارنا لهذا الهاشتاق كنا نستطيع مثلاً اختيار اسم هذه المقالة (#لماذا_يا_بي_كي) لنسأل على الأقل قبل أن نستنكر، فمن الممكن أن يكونَ هناك جوابٌ مقنع وخطّة لمستقبلٌ حسيني أفضل لا نعلم عنها، أو دراسة لزوايا إعلامية نجهلها، أو شرطًا شرطوه على الملا للاعتراف بالمؤسسة دوليا فتصبح من أوائل المؤسسات الشيعية الفنية المعترف فيها دوليا وعالميا؟ أو أو أو أو.... إلى أن نعدّ سبعين محملاً كما أمرنا أهل البيت عليهم السلام، ولكن الهجوم الشرس بهذه الطريقة واختيار ألفاظ مثل (المارد الظالم) المبالغ فيه حقًّا!
وعلى فرض أن أحد أعضاء المؤسسة مخطئ بكل تصرف يتصرفه وقرار يتخذه، فهل من الصالح أن نعلن عليه الحرب أمام القاصي والداني والجاهل والعالم في برامج التواصل الاجتماعي؟ هل من المنطق أن نعلن معارضتنا لإدارة الرادود الشيعي الأول في العالم الحسيني أمام كل أعداء أهل البيت عليهم السلام؟ لندخل الفرح والسرور على المتربصين بالمذهب الجعفري الاثنا عشري! هل لاحظنا كيف ساهمنا في جعل مؤسسة الملا بل الملا نفسه الذي يرمز إلى اسم "خادم الحسين" عليه السلام فريسة سهلة للأعداء؟ وللتنويه، نعم ولله الحمد قرأت بعض الكتابات الحكيمة من البعض التي تشير إلى رؤيتهم البعيدة لزوايا الموضوع، ولكن للأسف كانت الغلبة للهجوم اللاواعي، وكلي أمل بأن يصحو "البعض" ويتعظ ويستخدم "الطيب من القول" كما في الآية المباركة التي ذكرناها مسبقًا للتعبير عن رأيه بهدوء والابتسامة الحسينية على وجهه.
وفي الختام أتمنى من صميم قلبي أن لا يفهم البعض أن أسأت لهم بكلامي، فيشهد الله عز وجل أني أريد لهم ولي الخير، وكل أملي هو أن يكون المجتمع الحسيني مجتمعًا متميّزًا بأخلاقه العالية، متقلدًا بتعاليم أهل البيت عليهم السلام، وأستغفر الله لي ولكم، وأعتذر عن كل زائدةٍ وناقصة.
العبد الذليل لساداته | أحمد صديق
الثلاثاء 29/11/2016
No comments:
Post a Comment