مليكةُ السّر
انتصفَ الشَّهرْ، واكتملَ القَمَرْ، في ليلةٍ خشعَ فيها الوجود، واصطّفَّت فيها أحلامُ النبوّات والرسالات لتعلّق كل ما تملك من أمل بأستارِ نورٍ..
سيظهرْ!
كانَ سِرًّا مخفيًّا سَجَدت لهُ الملائكة، تناقَلَتْهُ الأصلاب الشّامخة والأرحام المُطهّرة، حتّى قرّرَ الانفصال عندما وصلَ إلى ”شيبةِ الحَمد“، ليجتمعَ مرّة أخرى في صُلبِ ”ذبيحٍ“ سيثأر له فيما بعد، وعادَ لانتقاله في بيوتٍ أذنَ الله أن تُرفعَ ويُذكر فيها اسمه، حتى أذنَ لهُ ﷻ أن يستعدَّ للظهور الأول بعد أن اصطفى الوعاء الذي يملك الأهلية المُطلقة لحملهِ والحفاظ عليه إلى حين الوقت المعلوم من هذه الليلة، وعاءٌ استثنائي مَلَكَ الدنيا باحتوائه على سرّها وسيّدها، وكانَت ”مليكة“ هي الوعاء والغطاء والمالكة لهذا السّر.
دخلَت في ليلتها المُنتَظَرة، فانحنَت لها بنتٌ وأختٌ وعمّةٌ لإمام تعظيمًا لها، مَشَتْ.. فماسَت العدالة كالعروس، جلستْ.. فتكلّلَ الكون بالأمل الموعود، نامتْ.. فاستعدَّت السماوات والأرضين بساكنيها، فَزِعَتْ.. فضجَّ الكون! لقد حانَ الوقت، لم يكُن عليها أَثرْ، ولكنَّه وقتها المُنتظَرْ، نعم.. أملها حضَرْ، إنه حلمها وحلمُ الأربعة عَشَرْ، فأخفاها ﷻ عن البَصَرْ، وأُزِيلَ الحجاب الغيبي..
وإذا بالسرِّ قد ظهرْ!
عبد ”مليكة“ القِن #أحمد_صديق
الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠
١ ذي القعدة ١٤٤١هـ